غضب نوابنا بمجلس الشعب ومصالحة فورية للحكومة.. مانشيت رئيسي وداخلى بالمصري اليوم يعلن أن الغضب "ساد الجلسة العامة لمجلس النواب أمس بسبب عدم بدء تطعيم النواب، وفي محاولة للتهدئة تواصل وزيرهم مع رئيس حكومتنا، فأصدر قرارا فوريا بتطعيمهم وعائلاتهم دون التقيد بالعمر".. وصرح أحد "سيادتهم"، انه ليس تمييزا بين المواطنين، لكن النائب الواحد يمثل 175 ألف مواطن عادي!! وطبعا أسرته مسئولية الحكومة.. ولا تعليق، يكفينا حرصهم على تأمين أنفسهم لتأدية واجباتهم! واحترسوا من عزومات رمضان السابق قبل الجرعة التانية، لأن غياب أحدكم ولو جلسة هايفرق كتير.
وبتكليف من مجموعات تضامن المستجيرين من قانون الايجار القديم، أوجه رسالتي إلى عدد نصف دستة فقط من نوابنا الـ600، يمثلون مليون وشوية فكة منا نحن الـ 105 مليون مواطن عادي.. أبلغكم ان المليون وكسر الذين تمثلونهم ربما لم ينتخبونكم، لكن رواتبكم ومكافآت لجانكم من ضرائبهم.. أبلغكم أن مئات آلاف مُلاك العقارات القديمة غاضبون، يواصلون الصراخ منذ 30 عاما لأن أملاكهم كما تعلمون مسروقة!! الدولة أعترفت بعدم دستورية قانون الخمسينات لايجار العقارات، وأقرت تعديله، لكن بدءا فقط من تاريخ التعديل في الثمانينات!! فأفرزت سرقة أراض الدولة بوضع اليد مع فساد المحليات جرائم مضاعفة.. العقارات القديمة تملكها مستأجروها وورثتهم اغتصابا بقوة قانون تعفن.. استمراره أثمر كراهية وعنفا تعدى آلاف جرائم جنائية تشهدها المحاكم يوميا ولا تفصل فيها بالعدل لأن القانون حمار.. تزلزلت الحكومة لأنكم أخدتم على خاطركم من تفضيل الأطباء وفرق العزل والمرضى والمسنين عنكم في التحصين ضد الفيروس، فأسرعت بترضيتكم وتأمينكم وأسركم في ذات نفس جلسة الغضب، حرصا على مصالح الـ105 مليون من الكهل إلى الرضيع الذين تنوبون عن تأمين مصالحهم.. وها نحن، جموع المسلوبين أدوارنا في التطعيم، والساجدين لله شكرا على حسن رعاية الحكومة لكم.. نسألكم الفصل في قضية الايجارات القديمة لأن تبعاتها المادية والبشرية للدولة تنافس خسائر الفيروس.. ولتكذيب ما يتداوله نشطاء التواصل الاجتماعي من عناوين مساكن بالإيجار لمن يناهضون التعديل بينكم.. ودمتم بعافية.
لكن، على يسار خبر مصالحة نوابنا.. خبرا أصغر مفرحا ومٌبشرا، ولم أتوقع اعلانه، وهو نتائج تحقيقات حادث قطاري سوهاج، الذي قتل 20 وأصاب 200 مواطن عادي!! النيابة العامة تعلن أن السبب هو تعاطى مراقب المحطة ومساعد السائق مخدر الحشيش والترامادول.. كل التحية من الـ 105 مليون مواطن عادي للنيابة العامة لإعلانها الحقيقة والسماح بنشر الخبر.. تعاطي سائقي النقل للمخدرات لم يفاجئنا، لكن اعلانه يبشرنا بجلسة عاجلة لنوابنا المتطعمين، تطالب هيئة السكة الحديد والداخلية بتطبيق قواعد الأمان، بدءا من حل مشاكل المتعاطين البائسين إنسانيا قبل عقابهم.. لنطمئن على سلامة نوابنا، وبعدهم على أرواحنا قبل دخول أي وسيلة نقل.. رمضان كريم.
----------------------------
بقلم: منى ثابت